هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تميّزت البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي التي أطلقها مؤخراً الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، والتي تعتبر مصدراً مهماً للبحوث الأكاديمية، لكونها تعد المساحة الثرية بالوثائق ذات القيمة التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، كما يعد المشروع مشتركاً بين الأرشيف الوطني الإماراتي والأرشيف الوطني للمملكة المتحدة أحد أعرق الأرشيفات لإنشاء المورد الإلكتروني الرائد للمعلومات التاريخية، الأمر الذي جعلها رافداً من روافد المعلومات النادرة والوثائق الفريدة من نوعها، في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بتاريخ المنطقة.
ولاقت البوابة الإلكترونية منذ افتتاحها على شبكة الإنترنت اهتماماً بالغاً من قبل زوار الموقع المطلعين منهم والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشؤون التاريخية، لما تحتويه من آلاف الوثائق والصور التاريخية، والتسجيلات المرئية والمسموعة «الوسائط المتعددة» ذات القيمة التاريخية والثقافية المتعلقة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ تقدم المنصة الإلكترونية لزوارها تاريخاً ثرياً يلخص إرث دول الخليج العربية على مدار قرنين ، بحضور معلوماتي ومعرفي حافل مملوء بالأحداث، والشخصيات القيادية، بالإضافة إلى المواد الأرشيفية النادرة.
وجاءت البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي بطريقة مبتكرة، تسهل عملية البحث على الزائر، مما تجعله يتنقل ما بين أورقة الموقع والإطلاع على آخر مستجدات الأرشيف المعروضة إلكترونياً بمرونة فائقة، حيث يحوي الموقع «فلاتر» بحث سهلة الاستخدام، كل منها يحوي قائمة شاملة من مصطلحات البحث الإضافية، ويُمكِّن المتصفح من تشغيل البحث الإضافي على أساس نطاق زمني محدد، ويُمكن به تنزيل جميع نتائج البحث، ومشاركتها، ووضع إشارة مرجعية لها مع حفظ أي تعليقات، ويُمكن عرض صفحات النتائج صور مُنفردة أو مُتعددة، أو نصوص، بصيغ عرض مختلفة، ويساعد جميع المستخدمين على الوصول إليه بأدوات للتحكم بحجم الصور والنصوص وألوانها وأوضاعها، ويمكن تشغيله واستخدامه بشكلٍ بسيط وبديهي، وقد تم تحسينه أيضاً باستخدام محركات بحث خارجية، تسهل العملية على المتصفح.
وقال الدكتور عبد الله محمد الريسي، مدير عام الأرشيف الوطني لـ «الاتحاد»: «إن مشروع الأرشيف الرقمي للخليج العربي، جاء بناءً على توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس الأرشيف الوطني، للتسهيل على الباحثين، وجعل الوثائق النادرة بين أيديهم للإطلاع عليها والاستفادة منها»، مشيراً إلى أن المشروع جاء بعد محاولات طويلة منذ عام 2000.
وأضاف: «ونحن نسعى لأن يكون هذا المشروع الإلكتروني الضخم في متناول الجميع على شبكة الإنترنت، جاءت زيارة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان التاريخية في بريطانيا عام 2013، التي مهدت لنا الطريق مع الأرشيف البريطاني وحفزتنا للوصول إلى اتفاقية بأن يتم نشر جميع الأرشيفات البريطانية المتعلقة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون إلكترونياً من خلال الأرشيف الوطني الإماراتي بالتعاون مع الأرشيف البريطاني، كذلك تم توقيع الاتفاقية المشتركة في عام 2017، وفي سنة واحدة تم الانتهاء من المشروع الذي تضمن في المرحلة الأولى 500 ألف وثيقة، والآن نسعى للعمل في المرحلة الثانية التي تتضمن 500 ألف وثيقة أخرى، وفي كل سنة نعمل على إضافة ما بين 500 ألف إلى مليون وثيقة في المنصة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي لخدمة الباحثين والمهتمين في تاريخ المنطقة».
وأشار الريسي إلى أنه سيتم في المرحلة المقبلة التعاون مع أرشيفات أخرى عدة ووثائق أجنبية تتعلق بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون، مثل الوثائق الفرنسية، والألمانية، والروسية، وغيرها .